fbpx
إلى اللقاء يا أخي ” خالد “

ترجَّت فارساً عزَّ على النساء أن تلد مثلك .

لبد طيَّب الله ثراك ياوطني بدمِ فارس ؛ عزيزٌ في قومه .
هو من أعلاهم شرفاً ؛ ونسباً ؛ وعلماً ؛ ومكانة . . . هو المهندس خالد الجنيدي رحمه الله ؛ فارسٌ صافح الموت صفاحا ؛ وهو يرتجز بقول أبي فراس الحمداني ؛
نحن قومٌ لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لايغله المهر
فهكذا لسان حاله ولسان حال ثوَّار الشعب الجنوبي ؛ والجنوب غالٍ وسيكون مهر حريته أغلى .

ياا وطني ؛ لقد عزَّ على النساء أن تلد مثل هذا الفتى .
وستبكيه أمٌ ما جفت دموعها على أخيها بعد .
هكذا أراد الله لها ؛ أن تبكي سراً ولا تبين ؛
بكت أعمامها سنيناً ؛ وبكت أخاها ؛ واليوم تبكي وليدها ؛ وغداً ستبكينا .

وهكذا هي يافع إذا أعطت أجزلت .
و مازلنا في أول المشوار ؛ وكلَّما تقدمنا خطوة نحو تطهير الوطن وتحريره كلما زاد العطاء .

يا خالد ؛ يا تاج رأسي و رؤوس أخوالك جميعاً ؛ لا املك لك من الله غير الدعاء ؛ فاللهم أغسله بالماء والثلج والبرد ؛ اللهم اجعل قبره فسحةً من فسح الجنة ؛ اللهم إنَّه خرج آمراً بالمعروف ناهياً عن منكرٍ صنعته بنا سلطةٌ غاشمة باسم الوحدة غدروا بنا واحتلوا بلادنا ونهبوها . . . غزاةٌ لم يصلحوا في الأرض ولم يدعوا غيرهم يصلح ؛ وقد خرج عبدك الذي بين يديك خالد الجنيدي بيدين لاتحمل السلاح فقتلوه مظلوماً ، اللهم فانتصر له ، وارحمه واحشره مع الشهداء والنبيين والصالحين وحسن أولئك رفيقا . . . اللهم لاتخذله فينا ، وثبِّت قلوبنا وأقدامنا يوم نلقى عدونا . . . اللهم دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدنا .

ياخالد ؛ سنبقى على العهد ؛ وعلى نفس الدرب سائرون ؛ حتى نبلغ الحرية أحياءً أو أموات ؛ مستشهدين بقول جدك الشيخ عبدالرحمن بن علوي بن عاطف جابر ؛.
الحرية من شلَّها ما ملَّها
ركَّز دعايمها بطيار المشوش
يا من يبي الجودة فهذا حِلَّها
ما شي معورة من طلع فوق النعوش
وقد تشرَّفت بالشهادة وامتطيت النعوش
فإلى لقاءٍ قريب يا تاج الرأس .

عبدالسلام بن عاطف جابر .