fbpx
أمام الغزو والعدوان هل ينفع العصيان ..؟!!

علي الاحمدي

العصيان المدني هو مجرد وسيلة ثورية من وسائل عديدة ولا يمكن لعاقل أن يقول أنه هدف أو غاية بحد ذاته يجب النضال لاستمراره وبقاءه إلى مالا نهاية . هناك مراحل وفترات يمكن أن يتم استخدامه فيها وأخرى يتم تعليقه واستبداله بوسائل تناسب كل مرحله . ومن أهم مقومات العصيان المدني هو وجود جسم وهيكل قوي للدولة أو الحكومة التي تقوم بالعصيان ضدها لترغمها على تحقيق مطالبك المشروعة ..
في الجنوب وفي عدن خصوصاً كنا نعيش مرحلة نضالية لها ظروفها الخاصة وتعددت الوسائل وتغيرت وتنوعت بحسب كل مرحلة وفترة مررنا بها . تارة كنا نستخدم المسيرات الجماهيرية وأخرى الاعتصام في الساحات ومرات خطب الجمع والمناسبات الوطنية وهكذا ..
أصر بعض إخواننا في عدة مراحل على تنفيذ عصيان وتعطيل للحركة العامة وربما كان لهذا العمل وقته المناسب وظروفه المواتية ونتائجه المرجوة , ولسنا هنا بصدد تقييم العصيان وتحليله غير أننا نقف متعجبين مندهشين من أناس جعلوا من هذا العصيان غاية لابد من استمرارها في كل الظروف حتى وان كانت الحكومة في وضع ضعيف , والبلد تعيش نوع من الفلتان والناس قلقة بشأن أساسيات الحياة من أمن وتعليم وصحة وغذاء , وطبول الحرب تقرع ونذر الفتنة تطل برؤوسها علينا ..
أدعوا جميع العقلاء والوطنيين من قيادات وشباب الحراك الجنوبي الأبطال إلى إعادة النظر وتقييم الظرف الحرج الذي تعيشه مدينة عدن وأن نعزز من تلاحم أبناء الجنوب الذي تجلى واضحا في يوم النصر العظيم ودحر ميليشيات القتل المركزي التي كان من أهم معالم العصيان هو التنديد بها وبجرائمها وأن نتجه جميعا الى دعم هذا الاصطفاف والعمل بما نستطيع سواء بتثبيت الأمن في المديريات والأحياء السكنية أو المبادرات والتطوع أمام أي مشاكل تعترض المجتمع في ظل هذه الظروف العصيبة ..
علينا أن نفوت الفرصة على أباطرة الاستبداد وصناع الحروب الذين بدأوا هذه الأيام بشكل حثيث في التحضير للاجتياح الثاني للجنوب تحدوهم أطماعهم وتعميهم أحقادهم التي ظهرت جليا ولم تواريها أقنعة الكذب والزور ودعاوى حرصهم على الجنوب وحب الخير له ..

إن الاستمرار في أي عمليات قطع للشوارع وحرق للإطارات وفرض إغلاق المحلات ليعتبر خذلانا للجنوب ما بعده خذلان وطعن في الظهر لكل من يبذل من وقته وجهده ودمه وماله الكثير لأجل التصدي لهذا الغزو المرتقب وهذا العدوان الآثم ..

كلي ثقة بأننا لن نرضى لأنفسنا أن نكون عوناً للمستبدين والمعتدين ضد إخواننا وضد وطننا مهما اختلفنا معهم في الرؤية السياسية فمصلحة الجنوب تحتم على الجميع الاصطفاف والتلاحم وفي أقل الأحوال عدم إيذاء من يعمل و شغلهم بالأمور الجانبية ..
حفظ الله الوطن وحماه