سيكون أمرا بالغ الصعوبة بعد اليوم إن نناشد الناس التحلي بضبط النفس في حين تشددون انتم قبضتكم على الزناد مسنودين بدعم قوات القمع لتحصدوا من أرواح الأبرياء في كل يوم ضحية.
سيكون من الذنب إن نطالب الضحية في إن يربط جرحه ويمضي في سلميته فيما تتركون انتم بغلكم وحقدكم تزرعون الموت في كل مكان تمر عليه أقدامكم التي نظنها إنما تقودكم إلى هلاككم قبل هلاك من تسعون إلى هلاكه.
نصدقكم ياهؤلاء إننا قد عجزنا عن فهم اللغة التي تجيدون فهمها،فلطالما حاوركم العقلاء بمنطق الحرص على هذه المدينة ،وسلامها فقرأتم الرسالة بالمقلوب ووسوس لكم شيطانكم البليد ان الناس تخشاكم وتخشى حميدكم ووحيدكم .
كان ينبغي عليكم وانتم تسمعون الناس يتحدثون عن ثورة جنوبية سلمية بأن تدركوا ان ذلك انما نابع عن وعي وحرص على السلام الاجتماعي وأنكم لستم في مستوى الخصم الذي يستحق إن يواجه بقوه لكنكم ولغباء مركب فيكم ظننتم في أنفسكم قوة قادرة على المواجهة والتحدي.
ستعتذر الأقلام للإنسانية وللأخلاق وستذهب الحكمة إلى مرقدها لأنها لن تستطيع إن تناشد الناس بعد اللحظة إن تغفر لكم قبح أفعالكم وجرائمكم بحق أبناء هذه المدينة وبحق الجنوب وأهله.
ليس من العدل ان يترك القتلة يسرحون ويمرحون وتظل كل جرائمهم تقيد ضد مجهول فالمولى تعالى أمر بالعدل والقصاص وإذا لم تكن السلطات التي تبتهجون اليوم أنها سلطتكم قادرة على الاقتصاص للضحايا من القتلة وان تردعكم وتعيدكم إلى صوابكم فلا شك ان هناك من هو قادر على ان يعيد اليكم توازنكم ويبين لكم من انتم ومن تكونون.
لا تفرحوا بقتل النساء في خدورهن والشباب المسالمين في الميادين والساحات فليس بهكذا أفعال دنيئة تقاس الرجولة ولا الشجاعة ، كذلك ليس بالعويل والزعيق وبإتباع منطق ضربني وبكى وسبقني واشتكى كما هو حالكم اليوم يمكنكم ان تقلبوا حقائق الأرض وثوابت الواقع فتحيلون أنفسكم من مجرمين وقتلة إلى ضحايا.
نتمنى إن لا يجاريكم الناس في منطق العنف والقوة الذي بدأتموه لكنهم ان فعلوا فأنهم ليسوا ملومين فأنتم البادئ والبادئ دائما اظلم والجزاء من جنس العمل .
