fbpx
بين السلم والعنف…الحراك في مأزق

 

لا يمكن قراءة ما تقوم به الأجهزة  العسكرية والأمنية  في عدن  وباقي مدن الجنوب وبما تمارسه من عمليات قمع وتنكيل ضد نشطاء الحراك الجنوبي على انه يسير باتجاه تعزيز الأمن  والحفاظ على الاستقرار كما تدعي ..

 على العكس من هذا يبدو العمل القمعي لهذه الأجهزة وبالتعاون مع حزب الإصلاح متجها صوب تأزيم الأوضاع وتسميم الأجواء أكثر مما هي عليه الآن  ليضمن تحالف قوى الفساد القبلي والعسكري والديني والذي أجاد الالتفاف على ثورة الشباب  وسرقتها عدم  انعقاد مؤتمر الحوار اليمني الذي حدد له يوم 18 مارس المقبل ولكن تحت مبرر إن الحراك الجنوبي هو المتسبب في هذا الفشل وذلك سيمكن مجموع هذه القوى من التخلص من التزاماتها تجاه بنود المبادرة الخليجية  كما يضمن  لها في ذات الوقت إثارة المجتمع الدولي والإقليمي ضد الحراك وقيادته وهو ما بدأ يلمس فعلا من خلال البيان الأخير لمجلس الأمن الذي ظهر كذاك الذي يمسك بالذرة ويتغاضى عن الفيل..

حالة التصعيد غير المبرر وإطلاق أيدي الجماعات المتطرفة في حزب الإصلاح ودعمها في ممارسة الاعتداءات الهمجية ضد نشطاء وفعاليات الحراك يظهر نية مبيته لاستفزاز الحراك ودفعه باتجاه التخلي عن نهجه السلمي وانتهاج أسلوب العنف تحت وطأة القمع والاضطهاد الشديد الذي يستهدفه ويستهدف المجتمع في الجنوب وفي عدن على وجه الخصوص والدافع  إلى ذلك حالة الانهزام النفسي التي وصلت إليها قوى الشر في صنعاء والتي ظهرت عاجزة عن القضاء على الحراك ومشروعه رغم ما أنفقت لأجل ذلك من جهد ومال ووقت.

معطيات الواقع الجديد الناشئ مع ظهور حزب الإصلاح كخصم غير شريف في مواجهة الحراك يشير إلى إن الحراك الجنوبي أضحى فعلا في وضع استثنائي صعب فأعمال القتل والقمع التي طالت حتى النساء والأطفال في البيوت تجعل من الصعب عليه السكوت أو التغاضي عنها حتى لا يتمادى القتلة إلى ما هو أسوأ وان كانوا قد ارتكبوا من السوء ما لم يرتكبه الشيطان،وفي المقابل فإن تمسك الحراك بخياره السلمي يجعله في وضع المجني عليه والمتلقي للضربات  دائما مع حملة تشهير واسعة تحرص على تصويره انه هو الجاني وضحاه هم القتلة والقتلة ملائكة ليس في قلوبهم نصيب للشيطان .

من هنا ينبغي على قادة الحراك و نشطائه ومثقفيه ان البحث عن خيارات جديدة  وواقعية تمزج بين التمسك بخيار النضال السلمي مع ضمان حماية أرواح ناشطيه  ووضع حد لنزق القتلة الذين تغشاهم لذة قتل الأبرياء من الشباب والنساء والأطفال فيطلقون رصاصاتهم الطائشة لتسكن اي جسد شاءت وهم على يقين ان ليس هناك من يردعهم أو يحاسبهم ، لكن مع ضمان ألا يكون العنف منهجا نضاليا لان ذلك ان حدث فإن الحراك يكون بهذا قد بدأ عده التنازلي  نحو فقدان قضيته قوتها ومشروعيتها داخليا وخارجيا ووفر لمناوئيه فرصة مواتية باتوا يحلمون بها من سبع سنين خلت.

وحدة الصف الجنوبي ووحدة القيادة الجنوبية مطلب مهم وملح لمواجهة تحديات المرحلة  وتوحيد طبيعة النضال المطلوب للمرحلة القادمة ومن يضن انه متميز عن إخوته بشطارة زائدة سيكون هو أول الخاسرين وسيكون مآله كمآل الثور الذي تآمر مع الأسد على أخويه وحين فرغ منهما الأسد عاد فأكله هو ولكنه قال قبل أكله حكمة لم تنفعه وهي لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض ولنا في هذا الشأن تناوله لاحقة.