fbpx
“الوحدة أو الموت” وصديقي التهامي

 

لدي صديقي تهامي، عرفته منذ سنوات، في العام 2014م، جاء إلى عدن، بعد سيطرة الحوثيين على الحديدة، يومها ذهبنا يرافقنا الزميل ماجد الشعيبي، للمقيل في منزل بحي ريمي لمسؤول تهامي يعمل في ميناء عدن، احتفض باسمه.

كان صديقي التهامي الفنان الخلوق جداً محمد طالب يومها “جنوبيا للعظم”، وكان دائما ما يقارن بين مظلومية الجنوب ومظلومية تهامة، التي يقر صديقي انها لم تكن يوما تابعة لليمن، بل هي “دولة مستقلة حتى ثلاثينيات القرن الماضي”.

سبق وكتبت كثيرا عن تهامة، بل انني في الكثير من المرات، كنت أعدها قضيتي الثانية بعد “قضية الجنوب”.


كنت على تواصل مستمر منذ انطلاقة الحراك التهامي، وكنت أول من يحصل على المعلومات الصحافية بأي حدث في المدينة، حتى بعد سقوطها في قبضة الحوثيين بمنتصف أكتوبر العام 2014م.


لي أصدقاء كثر من تهامة، ومنهم الصديق أيمن جرمش، ومحمد طالب ودهل الزرنوقي، واعرف اصدقاء أخرين بعضهم ارتمى في حضن الحوثي.


وللأمانة، كانت مواقف الحراك التهامي، داعمة للجنوب وحقه في الاستقلال واستعادة دولته السابقة، وكذلك مواقف قيادات تهامية كبيرة إلى اليوم، كما هو موقفي كجنوبي داعم لحق التهاميين في استعادة هيبتها على كامل ترابها.


طبعا، البعض لا يعرف القضية التهامية، لكن سأحاول شرحها، “تهامة، هوية وطنية ضاربة في الجذور، قبل ان توجد هناك هوية اسمها اليمن، وتهامة موجودة كهوية سياسية ووطنية، لولا الانتكاسة التي تعرضت لها قبيلة الزرانيق على يد الاماميين، بعد ان استطاعت هذه القبيلة الشرسة من هزيمة كل من حاول احتلال تهامة، بداية من الايوبيين مرورا بالرسوليين وصولا إلى الأئمة الزيدية الذين فشلوا، على الرغم من لجوء الأمام لشراء ذمم “الأسر الهاشمية في تهامة”.


وتؤكد العديد من المصادر التاريخية أن الأمام يحيى خسر الآلاف من جيشه في محاولته هزيمة قبيلة الزرانيق، حتى العام 1929م، حينما كلف الامام يحيى نجله أحمد يحيى حميد الدين، استطاع يوم الـ26 من سبتمبر 1929م، من دخول مدينة بيت الفقيه معقل قبائل الزرانيق، وعاث فيها فسادا، واعدم نحو الف من القبيلة التهامية بعد اعتقالهم وسجنهم في سجن الأمام في حجة.


ومنذ ذلك التاريخ “الـ26 من سبتمبر 1929م، وتهامة محتلة احتلالا مكتمل الأركان”.


ربما هي مصادفة ان يكون هزيمة الاماميين في صنعاء عقب الانقلاب عليهم في 26 من سبتمبر، وهو اليوم الذي انهزمت فيه قبيلة الزرانيق.


وفي الأخير، اهمس في أذن صديقي التهامي “26 سبتمبر التي تتحدث عنها بانها تؤكد على الوحدة اليمنية، هي ذكرى هزيمة قبيلة الزرانيق والتنكيل بأفرادها واسرهم، واعدام أكثر من ألف، بعد خطفهم إلى سجن حجة.


شعار “الوحدة او الموت”، أتمنى ان تستبدله بـ”تهامة أو الموت”، ولا تنسى ان من يدافع اليوم عن تهامة “هم جنوبيون”، ولا تنسى أيضاً ان تضحياتهم الكبيرة في تهامة دفاعاً عن أهلها من بطش الحوثي، (الامام الجديد) وقد كان الجنوبيون قاب قوسين او أدنى من تحريرها لولا تدخل من ترفع اليوم شعارهم بهدف التقرب منهم بموقف ضد الجنوبيين.


من تدافع عن مشروعهم، هم من وقف حجر عثرة امام تحرير تهامة، بعد ان سلموا الحديدة والموانئ للحوثيين، دون أي مقابل.
وسلام يا صاحبي.


#صالح_أبوعوذل