fbpx
هل يوافق نجل “صالح” على ترشيح نفسه لرئاسة اليمن؟
شارك الخبر
هل يوافق نجل “صالح” على ترشيح نفسه لرئاسة اليمن؟

محيط – إلهام محمد علي

 

أثارت الأخبار المتداولة عن نية ترشح أحمد علي عبد الله صالح  نجل الرئيس اليمني السابق لرئاسة اليمن في انتخابات 2014، الجدل في الشارع اليمني ما بين مؤيد ومعارض وكلا له أسبابه.

 

ويقول محللون أن ابرز المعارضين لتولي نجل الرئيس، القيادة، هو الشيخ حميد الأحمر، ناهيك عن أحزاب المعارضة عبر تكتلها “اللقاء المشترك”، و”الحراك”.

 

لكنهم في الوقت نفسه لم يستبعدوا تولي احمد الرئاسة، نتيجة ما يلقاه من مؤازرة من العديد من القيادات الأمنية والعسكرية، كما يرون أن قوة نجل الرئيس في الفوز بالانتخابات “قد يستمدها من تاريخ وشعبية والده، وقد يكون الرئيس شخصيا هو من سيقود حملة لإنجاح ابنه في الانتخابات”.

 

وأكدوا أن هناك أربع شخصيات سياسية يتداولها اليمنيون شمالا وجنوبيا وشرقا وغربيا، ويرون أنها الأقوى لمنافسة نجل الرئيس، وهي الشيخ الأحمر والرئيس السابق علي ناصر وعلي سالم البيض، واللواء علي محسن الأحمر، وهذا الأخير يمتلك شعبية بين العسكريين الموالين لأكبر الأحزاب شعبية في اليمن، “المؤتمر الحاكم والإصلاح المعارض”، كما سبق لنجل الرئيس أن نفى إشاعات حول خلاف بينه وبين اللواء الأحمر.

 

 ويُعد العميد الركن أحمد علي صالح، الذي يشغل منصب قائد الحرس الجهوري، من أكثر أنجال الرئيس السابق وأقاربه إثارة للجدل منذ بدء الحديث عن مخطط لتوريث الحكم في اليمن، وهو ما أفضى في نهاية المطاف إلى اندلاع الانتفاضة الشبابية التي أطاحت بحكم والده.

 

بدون شعبية

 

ويرى الشق المعارض أن نجل صالح ليس له شعبية والسبب يرجع لاتهامه بارتكاب عدد من الانتهاكات خلال الثورة الشبابية أنهت كل إمكانية لترشحه لتعارض ذلك مع جوهر المطالب الشعبية بإنهاء حالة التوريث السياسي في اليمن.

 

ويري الصحفي والمحلل السياسي أحمد الزرقة في حديث “للجزيرة نت” أن من الصعب في ظل الوضع الحالي أن يترشح أحمد، كقائد لقوات الحرس الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ذلك أن القانون يشترط أولاً تخليه عن المنصب العسكري وحصوله على موافقة 5% من أعضاء البرلمان اليمني.

 

وقال الزرق إن نجل صالح “لا يتبوأ منصباً حزبياً يمكنه من الترشح عن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعاني في الأساس من حالة انقسام حاد بين جناحي الرئيس الحالي عبد ربه هادي والرئيس السابق على عبد الله صالح، إضافة إلى أن هناك اتجاها لإقصاء الأخير عن قيادة الحزب”، مضيفا أن هادي ربما يكون هو مرشح حزب المؤتمر للانتخابات المقبلة.

 

وقال محللون سياسيون أن هناك  إجماعا من كافة الأطراف اليمنية على رفض ترشح أحمد، وأن المجتمع الإقليمي والدولي لا يمكن أن يسمح بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، كما أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقانون العدالة الانتقالية قد توصي باستبعاد أقارب صالح من المشاركة في الحياة السياسية في اليمن.

 

أمر مستبعد

 

وكان رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي أكد ، أثناء إجابته على عدد من الأسئلة المطروحة من قبل شباب الثورة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن العميد الركن أحمد علي لن يترشح في الانتخابات القادمة.

 

وقال اليدومي “للجزيرة نت” ، إن الحديث عن ترشح نجل صالح في الانتخابات القادمة أمر ما زال يتكرر في الأوساط الإعلامية “ونحن نؤكد بأن إمكانية حدوث هذا أمر مستبعد تماماً ولن يتقدم للترشح إن شاء الله”.

 

وأضاف في سياق حديثة “من غير الممكن أن يقبل الشعب اليمني بترشيح أحد قاتلي أبنائه خلال ثورته المجيدة ثورة الحادي عشر من فبراير لانتخابات الرئاسة القادمة في اليمن”.

 

بدوره أكد رئيس دائرة الإعلام والرصد والمتابعة بمكتب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي الشعباني أن القانون يتيح لأي مواطن يمني أن يرشح نفسه للانتخابات، وأن الحديث عن مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات الرئاسية القادمة لا يزال أمراً سابقاً لأوانه.

 

وعن موقف قيادة شباب الثورة في حال تقدم نجل صالح للترشح،  أكد القيادي في الثورة الشبابية باليمن ونائب الأمين العام للجنة الحوار الوطني ياسر الرعيني أن من ضمن القضايا التي قامت من أجلها الثورة الشبابية في اليمن مسألة التوريث.

 

وأشار الرعيني إلى أن نجل صالح كان ضمن منظومة حكم عائلي مارست انتهاكات جسيمة في حق شباب الثورة السلمية وأبناء الشعب اليمني وقد رفعت دعاوى قضائية ضده.

 

صالح الصغير

 

وكانت ذكرت تقارير صحفية أن عددا من اليمنيين، خصوصا في المناطق الشمالية الأكثر سكانا، نحو 20 مليونا، بدئوا يتعمدون شراء صور تجمع بين علي صالح ونجله احمد، ويضعونها على سيارتهم ومنازلهم ومكاتبهم، في إشارة منهم إلى أن القادم إلى الرئاسة هو العميد الركن احمد علي، الذي يصفونه بالأقوى بعد والده، حسب وجهة نظرهم المغايرة لنظرة المعارضين، الذين يرون انه لا يملك بُعد نظر والده.

 

ونحو هذا السياق أجرى مركز “قتبان” الإعلامي على عدد من المواقع المشهود لها بالحيادية في اليمن  استطلاعا لمعرفة رأي  الشارع اليمني  حول إمكانية القبول بنجل صالح رئيسا لليمن.

 

وكانت النتيجة أن 96%  غير  قابلين بترشيحه ، أما نسبة المؤيدين له  4% من إجمالي الأصوات البالغ عددها أكثر من 8227000 ألف و261صوتا حتى الآن.

 

وبالرغم من أن النتائج لا تعكس إلا رأي الفئة التي تتعامل مع الانترنت، إلا أن هذه النسبة  قد تفسر الكثير من آراء المعارضين لانتخابه.

 

وعلى الصعيد السياسي ، نفت مصادر مسئولة في حزب المؤتمر الشعبي أن يكون الحزب قد حسم قرار ترشيح العميد أحمد علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية التنافسية القادمة المقرر إجراؤها في شهر فبراير 2014 .

 

واعتبرت المصادر أن من حق “صالح الصغير”ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، كونه مواطناً يمنياً وعضواً في حزب المؤتمر الشعبي العام، وأن ترشيحه لخوض هذه الانتخابات كمرشح رئاسي للحزب أمر وارد.

 

ونقلت صحيفة ” الخليج ” الإماراتية عن المصادر , أن قرار تسمية مرشح الحزب الذي يرأسه الرئيس السابق صالح لم يتم حسمه بعد، وقد تتم إحالته إلى المؤتمر العام الثامن للحزب الذي يجري التحضير له حالياً.

 

واستبعدت المصادر أن يتم استحداث تغييرات في هرم حزب المؤتمر الشعبي العام، منوهة إلى أن الرئيس السابق سيظل رئيساً للحزب، وأن أغلبية أعضاء اللجنة العامة للحزب “المكتب السياسي”متمسكون باستمراره رئيساً للحزب، ما لم يقرر بنفسه وبمحض إرادته اعتزال العمل السياسي.

 

ويتحرك احمد صالح، بصمت وهدوء، ولا يكاد يظهر في وسائل الإعلام إلا نادرا، كما يتجنب المقابلات الصحافية، ويعتبر الشغل الشاغل للمعارضة اليمنية، وكأنه يعمل بمقوله ” دعونا نعمل في صمت”.

أخبار ذات صله