fbpx
الجنوب في حماية شعبه لا نخبه السياسية

 
 
مالم يصل الجنوبيون على اختلاف مشاربهم إلى قناعة ان خلافاتهم تصب أولا وأخيرا في مصلحة خصومهم وتسهم في إضعاف موقفهم فإنهم بذلك انما يحفرون بأيديهم قبرا يوارون فيه قضيتهم ويثبتون انهم يعانون حالة مزمنة من قصر النظر إزاء التعاطي مع القضايا المصيرية.
ادرك ان التصريحات غير المسؤولة والمواقف الخارجة عن قناعة الناس وعن خط السير العام لشعب الجنوب تستفز الشارع وتدفع به إلى الرد حينا او تفنيد بعض المواقف او رفض اخرى أحيانا اخرى، لكن ينبغي إدراك أمر في غاية الحساسية وهو ان المرحلة تقتضي لم شمل المجتمع والبحث عن كل نقاط الالتقاء والتوافق والابتعاد عن كل ما يمزق الصف ويزرع بذور الخلاف لأننا ان فعلنا ذلك فإننا قد بلغنا الساعين الى وأد القضية والاجهاز عليها مشروعهم .
ولطالما وصلنا اليوم الى هذا الحال المأسوف عليه فإن الواقع يفرض علينا التسليم لمعطياته والقبول بكل الطروحات والآراء والمواقف، وأعني بمصطلح التسليم هنا القبول بحق اي طرف أو فصيل باتخاذ الموقف المتفق مع قناعاته دون حاجة لتبادل اي شكل من أشكال التخوين او التشكيك بالآخرين وأن يترك الحكم في مجمله لهذا الشعب صاحب الفضل في الثورة والدافع لثمن الانتصارات التي تتحقق كل يوم من دمه وعرقه وماله .
اعلم قدر القلق على الثورة ومصيرها في ظل حجم التآمر الكبير الذي يستهدفها لكن ومع كل ذلك ينبغي ان يدفعنا الفزع من المستقبل الى امتشاق سلاح العداء ضد بعضنا، كما لا ينبغي ان ننشغل بخلافات داخلية ليست هي المعركة الأساس في أجندة الثورة الجنوبية السلمية.
علينا ان نتيقن انه ليس من الصواب ان ينتابنا الخوف من موقف فردي او حتى جماعي لجماعة اختارت لها مشروعها وحددت موقفها ،لأن خلاصة الأمران اي مشروع لن يرى النور مالم يحظى بقبول الشعب ومباركته عدا ذلك فأي فعل سياسي سوى مضيعة للوقت وإحراق للذات.
مهم جدا ان يعلي الجميع من شأن القضية وان يضعوا انتصارها صوب أعينهم وأن نكبر ونسمو فوق الخلافات ونجعل ثقتنا في ان قضية محروسة بعيون البسطاء والمناضلين الافذاذ وان السياسيين ليسوا سوى أدوات بأيدي هذا الشعب وانهم ليسوا اكير منه أو اوصياء عليه.