fbpx
الصريمة من ولي الله الى عدو الله

حين أصابت احمد بن فريد الصريمة حالة من السعار ،وظهر وهو في حالة تخبط مريع بحثا عن المجد والشهرة والسلطة ،يشتم هذا ويسب ذاك ،يلعن ويخون ،ويؤكد ان الوطني والمخلص الوحيد للجنوب لن يكون غيره.. حينها كتبت ساخرا وقلت انه يشبه تماما حال الفنان عادل امام في فيلم مرجان احمد مرجان الذي يريد شراء كل شيء بماله ،من الجاه والمنصب والشهادة العلمية وحتى النساء والحب.
يومها لم اسلم من التعليق والعتاب من كثير ممن كانوا يحسبون أنفسهم على الصريمة ، ممن تبرعوا وتطوعوا للدفاع عن الرجل ،واعتبروا نقده بمثابة اساءة لشخص استثنائي في تاريخ الجنوب وكالوا له من المديح المطول مالم يقله مالك في الخمر،
ما يستفزني اليوم ان ابرز أولئك الذين انبروا للدفاع عن الصريمة يومها باتوا أنفسهم يكيلون له من الشتائم ما ينوء هذا الرجل العجوز بحمله ،وظهر هؤلاء وكأنهم لم يكتشفوا سوءات الرجل الا مؤخرا.
شيء مستفز ومقرف فعلا فحين كان الصريمة يغدق عليهم المال او كانوا يتخيلون انه سيفعل كذلك كان الجميع طوع امره وجنودا مجندة لطاعته وكان موكبه لا يقل مهابة عن أي زعيم ممن يملكون السلطة الفعلية في ادارة دول، أما حين يأسوا بانه لم يعد الدجاجة الغبية التي تبيض ذهبا بل غدا ديكا عدائيا بمنقار صلب تحولوا الى خناجر مسمومة تصوب الى صدره ونسبوا له من العيوب حتى ما ليس فيه.
شخصيا لا استطيع ادعاء أي احترام للرجل فهو في الاصل لم يجعل في داخلي مجالا لاحترامه على الاقل كسياسي بليد اقحم نفسه فيما لا يفقه فيه شيء ،لكني كذلك لا استطيع احترام من تمسحوا بأقدامه وتبركوا بالتراب الذي كان يسير عليه ذات يوم ثم تحولوا فجأة الى ناقدين له ومنتقدين لخطابه السياسي .
يعلم انني اتحاشى الدخول في حالة صدام او نقد مع أي صاحب رأي لإيماني ان كل شخص حر فيما يعتقد لكنني في ذات الوقت سهل الاستفزاز في حال أشخاص يبدلون مواقفهم ولا يخجلون من ان يكون لهم رأي متقلب مع اشراقة كل نهار ومقابل ثمن بخس لا يستحق ان تراق لأجله القيم والمبادئ باعتبارهما اهم ركائز الشخصية لأي كائن يملك عقلا وله من الأخلاق نصيب.