fbpx
اقتلونا ..لأننا باختصار لا نستحق الحياة

لكل في هذا البلد المحشور في زاوية الخوف والفجائع والهموم مشاريع ضحايا لجرائم ستقيد ضد مجهول، ولن نفلح ولن ترتاح ارواحنا حتى بمعرفة هوية تلك الأيادي التي أمسكت الزناد وأطلقت رصاصاتها الغادرة صوب صدورنا المثخنة أصلا بالجراح.
جميعنا ان لم نصحو من غفلة سذاجتنا ،من براءتنا الغبية التي تعمى عن رؤية الخطر المحدق بأرواحنا، سنموت ذات الميتة التي ماتها قبلنا مئات ،ولم تشفع لنا فحولتنا وأحاديثنا العنترية عن الاقتصاص لدمائهم ،وفضح قاتليهم.
لن تخشانا الخفافيش رغم جبنها، طالما كنا نكتفي بالعويل كالنساء ،وبالافتخار بمليونيات التشييع ،التي لا تسلم حتى هي أحيانا من سقوط آخرين ،بل أخال تلك الخفافيش تسخر منا ، من عجزنا، من ثرثرتنا التي لا تنتهي من مدح شهيد الا لتبدا الحديث عن مناقب شهيد آخر.
ليس بأيدينا ما نصنعه ،لمنع الموت من اختطاف ارواحنا في لحظة فجأة لا تمنحنا حتى اختيار طريقة موتنا او فرصة لوداع أطفالنا الذين ينتظرون صوت جرس الباب ليسرعوا مهرولين على أمل ان نأتيهم بقطعة شوكولاتة، ولن نستطيع حتى الاعتذار لأمهاتنا عن سنوات التعب التي تسببنا لهن بها.
ليس بأيدينا فعل شيء طالما ظل الحال هو الحال، وظلت أيادينا مرتجفة عن ردع الظلم ،عن رفض الموت غير المسبب، الذي يستبيح ارواح ، وييتم أطفالنا ،ويرمل نساؤنا، ويثكل امهاتنا ،لا لشيء ، سوى لأننا لا نروق لهذا ،او لان ذاك يرى في حيتنا منغصة لحياته.
لا يستحق القتلة منا كل هذه الطيبة المفرطة حد السذاجة، كما اننا لا نستحق حياتنا ذاتها ،اذا ماكنا عاجزين عن صونها من عبث القتلة القادمين من كهوف الجاهلية ،الحالمين بفنائنا من اديم أرضنا التي لم نصنها، كما نحن عاجزين اليوم عن صون أرواحنا التي تزهق مع اشراقة كل صباح بدم بارد ،رغم الشمس الحارقة.
تسامحنا مع القتلة غباء وعجزنا عن الذود عن ارواحنا ضعف يجعل منا غير جديرين بهذه الحياة..