fbpx
الإمارات .. أدوار ومواقف وتضحيات وأرقام (1)
شارك الخبر

 

يافع نيوز – درع الجنوب.

إن الحديث عن ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الجنوب، لا يمكن حصره في مقال أو تقرير، بل يحتاج منا إلى عمل دراسة متكاملة من خلالها نروي للأجيال القادمة وللتاريخ عن الحليف الصادق الذي وقف إلى جانب الجنوب شعبا وارض، وذلك من خلال دعمها اللا محدود للمقاومة الجنوبية مادياً وعسكرياً ولوجستياً ، كما ساهمت وبشكل فعال في تأسيس الأجهزة الأمنية والعسكرية منها الأحزمة والنخب والوية العمالقة الجنوبية والصاعقة والعاصفة والوحدات المتخصصة في مكافحة الارهاب ، وبناء وحدات عسكرية بمختلف التخصصات والإشراف على” التدريب والتأهيل والتنظيم والتسليح والتموين”وكذلك تأهيل مباني الأمن واقسام الشرط وإنشاء المعسكرات والمرافق الأمنية والعسكرية.
من جانب آخر، لم تتوانى دولة الإمارات عن تقديم التضحيات من أبنائها الذين إرتقوا شهداء وهم يقاتلون جنباً إلى جنب المقاومة الجنوبية في معركة تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية التخادم في 2015م، وبمعنى اوضح وفي إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والى جانب دعمها العسكري دفعت دولة الامارات بأبنائها وجنودها وضباطها للمشاركة في عملية التحرير بالعاصمة عدن بل وقيادة ذاة الملحمة البطولية على الأرض وفي الانساق الأولى من معاركها ، لتجسد اسمى معاني الشراكة المصيرية بدماء أبنائها الأبطال الذين استشهدوا وهم يقاتلون إلى جانب المقاومة الجنوبية لترتسم لوحة النصر المبين في العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوب الأخرى.

تفاصيل وارقام الدور العسكري للإمارات في تحرير العاصمة عدن والمحافظات المجاورة

إن الإنتصارات التي انجزتها المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية، في معركة التصدي للمليشيات الحوثية ومشروعها الإيراني وفي مكافحة الإرهاب ، كان من الصعب تحقيقها ، لولا الدور الذي إضطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وفي السياق التفصيلي لذات الدور ، نشرت العديد من مراكز الابحاث الدولية ارقاما واعمال توثيقية عملياتية تعكس عظمة ما قدمته الامارات واطلعت به من إسناد ودعم الجنوب وقواته المسلحة في إجتراح الإنتصارات على جبهتي طرد المليشيات الحوثية وفي الحرب على الإرهاب.
وحسب ما نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بواسطة الكاتب ” مايكل نايتس” المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج وصاحب بحوث واسعة النطاق حول الدروس المستفادة من العمليات العسكرية بالمنطقة ، يقول في سياق بحثه عن دور الإمارات وما قدمته في سبيل تحرير العاصمة عدن وغيرها من مدن الجنوب وعن القوّة الأكبر أُنشئت لتكون رأس الحربة في عملية “السهم الذهبي”، وهو الإسم الذي أُطلق على المرحلة الأولى للمقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ” في 14 تموز/ يوليو، تدفّقت 75 مركبةً مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن وتضمّ نحو 600 جندي من الحدود الخارجية الغربية لعدن الصغرى وسيطرت على مرسى جديد في رأس عمران ثم توجهت نحو الشمال الشرقي لتسيطر على أنظمة الطرقات شمال مدينة عدن.
كذلك، تمّ نقل 95 “مركبةً إضافية مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن” مع 300 جندي عبر ميناء عدن إلى مدينة كريتر لتحرير “مطار عدن الدولي” والمدينة ، ورافقت الجنودَ المقاتلين قواتٌ خاصة إماراتية وثماني مركبات قتالية إماراتية من طراز “إنيغما”، مع أنظمة صواريخ رباعية التركيب يمكن التحكّم بها عن بعد ، وفي نهاية ذلك اليوم، استعادت “المقاومة الجنوبية” المطار بدعمٍ من قافلة سريعة من “المركبات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن “، التي شغّلها الجنوبيون المدرّبون وعددٌ من القوات الخاصة الإماراتية”.
وعن تضحيات القوات الإماراتية برجالها الشجعان في مقدمة صفوف المعارك يقول ” مايكل نايتس” : وقد وردت أنباء عن استشهاد ضابطٍ واحد في القوات الخاصة الإماراتية وهو الملازم عبد العزيز سرحان صالح الكعبي خلال معركة تحرير مطار عدن الدولي ، وفي غضون ذلك، شنت القوات الجوية الداعمة 136 غارةً في عدن خلال الساعات الـ 36 الأولى من بدء العملية -ويقصد عملية السهم الذهبي لتحرير العاصمة عدن.
ويضيف ؛ في الوقت الذي عزّزت المقاومة الجنوبية سيطرتها على شمال عدن، حوّلت القوات الإماراتية سريعاً المطار إلى قاعدة عمليات أمامية كبرى وإلى منطقة للإنطلاق ، أمّا الطائرات الإماراتية من طراز “سي-17” و “سي-130″، فقد أمّنت شحنات متكرّرة إلى المطار تضمّنت أنظمة مراقبة الحركة الجوية، للسماح باستئناف الرحلات الجوية المدنية والإنسانية. وفي الأوّل من آب/أغسطس، حطّ نائب الرئيس اليمني خالد محفوظ بحاح في المطار، في إشارة من الكاتب عن عودة ما سميت بالشرعية الى عدن وهي الشرعية بشخوصها الذين لاذوا بالفرار في وقت سابق ، وعادوا عقب تحريرها ليدشن جزء منهم لا سيما الطرف الاخواني المسيطر والمهيمن على قرار الحكومة جحودا ونكران لدور الامارات ، بل وبالهجوم والتجني عليها وصولا الى المطالبة بخروجها من عدن .
ويواصل ” مايكل نايتس” السرد لوقائع عملية السهم الذهبي : كذلك، عزّزت الإمارات العربية المتحدة تدفّق العتاد العسكري إلى موانئ عدن، باستخدامها سفن إنزال الدبابات والسفن الحربية البرمائية، بما فيها سفينة “سويفت” اللوجستية – سفينة حربية فائقة السرعة من طراز “2 (إتش أس في-2)” .
وبحلول الثالث من آب/أغسطس، كان فريق عملٍ تابع لأحد الألوية المدرّعة/الميكانيكية الإماراتية قد نزل في عدن، بمؤازرة وحدةٍ بحجم كتيبة تضمّ دبابات القتال الرئيسية من طراز “لوكليرك” ومركبات مدرّعة لإصلاح الأعطال، وعشرات مركبات المشاة القتالية من طراز “بي أم بي-3 أم”، فضلاً عن مدافع الهاوتزر الذاتية الحركة من طراز “دينيل جي 6” وعيار 155 ملم، وحاملات قذائف الهاون من طراز “آر جي-31 أغراب” وعيار 120 ملم، وشاحنات “تاترا” من طراز “تي 816”. وبات نحو 2800 جندي إماراتي متمركزين في عدن، بمن فيهم القوات الخاصة وما يقارب من لواء كامل من جنود الجيش الإماراتي النظامي والعاملين في الخدمات اللوجستية.
بدءاً من 23 تموز/يوليو، تقدمت المقاومة الجنوبية شمال عدن لتنضم إليها قوات المقاومة الجنوبية في محافظة لحج وقاعدة العند الجوية ،وبدعمٍ من الدبابات ومدافع الهاوتزر الإماراتية من طراز “جي 6″، استعادت القوات الجنوبية ، والمدرّبة والمجهّزة من قبل الإمارات، قاعدة “العند” في الرابع من آب/أغسطس، ومن ثمّ قاعدة “لبوزة” العسكرية الواقعة 30 كيلومتراً إلى الشمال في السادس من آب/أغسطس. وأصبحت اليوم قوات المقاومة الجنوبية على بعد 100 كيلومتر جنوب تعز، بينما لا تزال العاصمة اليمنية صنعاء تبعد عنها 200 كيلومتر إلى الشمال. كذلك، انتشرت هذه القوات شرق عدن وسيطرت على زنجبار، عاصمة محافظة أبين، عبر عملية أدّت إلى استشهاد ثلاثة جنودٍ إماراتيين في انفجار عبوة ناسفة مزروعة على الطريق.)
وفي حفل أقيم في دولة الامارات مطلع فبراير 2020 م بمناسبة عودة ابطال قواتها المشتركة الذين خاضوا معارك ملحمية ضد الإرهاب ومليشياته ، قال الفريق الركن المهندس/ عيسى سيف بن عبلان المزروعي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، القائد المشترك للعمليات المشتركة الإماراتية ؛ إن “القوات المسلحة البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها، شاركت بأكثر من 15 ألف جندي في 15 قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمن”، وأضاف أن القوات البحرية شاركت وحدها “في ثلاث قوات واجب بحرية بأكثر من 50 قطعة بحرية مختلفة وأكثر من 3000 بحَّار مقاتل”.
وذكر المزروعي أن عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها بلغ أكثر من 130 ألف طلعة جوية، وأكثر من 500 ألف ساعة طيران على أرض العمليات، كما تم تنفيذ أكثر من 1000 رحلة بحرية جرى خلالها نقل ملايين الأطنان من الأسلحة والذخائر والمعدات وغيرها.
وكشف أنه تم خلال هذه الفترة “تجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من 200 ألف جندي في المناطقِ المحررة” في إشارة منه الى القوات الدفاعية والأمنية الجنوبية التي انشئت بدعم وتجهيز متكامل من قبل دولة الإمارات وهاهي اليوم تؤدي رسالتها العسكرية وواجبها بكل حنكة واقتدار في الحرب على الإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية.

أخبار ذات صله