fbpx
عبدالمجيد الزنداني.. مُلهم أجيال التطرف باليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – العين

في منفاه الاختياري، توفي الأب الروحي لإخوان اليمن عبدالمجيد الزنداني (82 عاما)، تاركا إرثا ثقيلا من الأفكار الملهمة لأجيال من التطرف.

والاثنين، أعلن في إسطنبول عن وفاة عبدالمجيد الزنداني كبير قيادات إخوان اليمن ومؤسس رافعته السياسية حزب التجمع اليمني للإصلاح، متأثرا بجلطة أدخلته العناية المركزة قبل أكثر من شهر.
وعقب إعلان وفاته، أعاد ناشطون نشر مقتطفات من حياة الرجل المثيرة للجدل على نطاق واسع، بما في ذلك دعمه لزواج “فريند” وزعمه ابتكار علاج لفيروس الإيدز وفيروس الكبد، وإصداره فتوى الخُمُسٌ وفتوى حرب 1994، عندما تم اجتياح الجنوب بفتوى أصدرها وباركها تنظيم الإخوان.
المولد
وولد الزنداني في بلدة الظهبي في مديرية الشعر بمحافظة إب 1942، ولكن أصله يعود إلى مديرية أرحب في صنعاء، وقد تلقى تعليمه بين إب وعدن ثم التحق بكلية الصيدلة، ودرس فيها لمدة سنتين ثم تركها، ثم العلوم الشرعية في الأزهر قبل أن يتركها ويعود لليمن.

وتقلد الزنداني عقب قيام النظام الجمهوري، عديد المناصب منها نائب وزير الإرشاد القومي والإعلام، وإدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم (المعارف)، ورئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد، وعضو ونائب في مجلس الرئاسة اليمني بعد الوحدة المشؤومة، ثم أسس إلى جانب عبدالله الأحمر الرافعة السياسية للإخوان وأصبح رئيس مجلس الشورى في الحزب.
قضية لينا تطارد الزنداني
لم تكن وفاة الزنداني حدثا عاديا بالنسبة لكثير من الجنوبيين، وإنما واحدة من المحطات التي تستحق عندها التوقف، لما للرجل من سجل أسود خطه منذ مشاركته في دفن قضية لينا مصطفى عبدالخالق نجلة وزير العدل الأسبق في الجنوب بعد اختطافها من عدن إلى صنعاء لإخضاع والدها.
وتعود قصة لينا إلى عام 1991، ولا تزال حاضرة في الصحافة والشارع ، لا سيما جنوبا حتى اليوم، وشاهدة على جرائم إخوان اليمن، حيث تم استقطاب الفتاة وغسل دماغها، قبل أن يتم التخلص منها، وعثر على جثتها في غرفة مجاورة لغرفة عبدالمجيد الزنداني، ولا تزال قصتها غامضة حتى اليوم.
وعلى إثر ذلك، خرجت مظاهرات في عدن تندد بالجريمة الشنعاء، ونالت القضية اهتمام الإعلام ، وسط اتهامات تشير إلى تورط عائشة نجلة الزنداني، قبل أن يدفن الزنداني القضية ويطوي صفحاتها.
جامعة الإيمان.. وكر تفريخ الإرهاب
خلافا عن تأسيسه هيئة الإرشاد والمعاهد العلمية التي تخرج منها أجيال الإخوان، يعد تأسيس الزنداني لما يعرف بـ”جامعة الإيمان”، أحد أهم المحطات التي يجب التوقف عندها، لاسيما بعد تحول الجامعة لوكر خصب للمتطرفين، التي بث منها الزنداني إرهابه إلى خارج اليمن.
وتقوم فكرة جامعة الإيمان على تقديم العلم الشرعي “دون مخالفات‏ شرعية”، حيث يحصل فيها الطالب على “الإجازة العالية” بعد 4 سنوات من الدراسة المكثفة لمناهج الإخوان المدثرة برداء الدين ومنظماتهم المحلية والدولية.

وأسس الزنداني جامعة الإيمان عام 1994، وظل يترأسها على مدى 20 عاما، وكانت بمثابة مكافأة له ولأتباعه على دورهم في حرب اجتياح الجنوب .

وتحولت الجامعة إلى مركز لرفد الجماعات المتطرفة بالأفراد واستقطاب المئات من الطلاب من مختلف دول العالم، وكانت مخصصة لبناء جيل متطرف يتلقى معارف جهادية ويمجد كل تنظيمات الإرهاب.

وحسب مصادر “، فإن عدد من هؤلاء الطلاب المتخرجين لاسيما من يحملون شهادات دكتوراة عملوا كمرشدين دينيين في عدد من الدول، ومنهم من يعمل مع مكتب “الزنداني” الذي يديره أبناؤه، وهم عبدالله ومحمد، حتى اليوم.

ويحظي الزنداني بقبول كبير في أوساط فروع وقيادات التنظيمات الإرهابية في العالم، خصوصا الفروع التي ظهرت في دول عربية وآسيوية، ولا يزال محافظا على قدر كبير من الحضور كمرجعية لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، منذ عمله كمساعد لزعيمها أسامة بن لادن.
كما احتفظ الزنداني، بفعل دوره المحوري في تجنيد الأفغان العرب ونقلهم إلى أفغانستان للقتال هناك، بعلاقات مهمة تربطه بأجيال التنظيمات الإرهابية، بما فيها الجيل الحالي، ما ظهر جليا في نشاط الزنداني مع مخابرات دولية وإقليمية لإستقطابهم ونقلهم إلى دول عدة لخوض حروب بالوكالة لصالح أجندات عابرة.

علاجات وتنبؤات
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انتقال الزنداني للإقامة في مدينة إسطنبول التركية ليبدأ من هناك، استغلال الدين لتحقيق الأجندة الإخوانية، التي تسببت في تقويض الشمال وتسليم صنعاء لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.

وأعلن الزنداني في 2004، العام الذي صنفته خلالها واشنطن على قوائم الإرهاب، اكتشافه مرض الإيدز، لكنه لم يثبت ذلك علميا حتى اليوم، وذهب للترويج لمزاعم أنه حصد براءة الابتكار من منظمة “ويبو” التابعة للأمم المتحدة نظير ذلك، فضلا عن مزاعمه باختراع علاج لـ”الفقر”.
ولم يغفل المواطنون التذكير بدعوة “بشارته” المتطرفة قبل 13 عاما، التي أطلقها من أحد ساحات التظاهر في صنعاء، فيما يسمى الربيع العربي عام 2011، وتسوق لتحول تاريخي يعيد زمن النبوة.

آنذاك، زعم الزنداني أن عام 2020 سيشهد قيام حضارة عالمية جديدة، لكنه توفي ولم تظهر تلك الحضارة التي في مخيلته، فيما لا تزال بلده تحت جبروت الحوثي وشراك الإخوان وتنظيمات الإرهاب.

أخبار ذات صله