أهمية الرأي العام في تقوية الجبهة الداخلية وتصويب المسار

 

كتب – اللواء علي حسن زكي

إن غياب الاهتمام بما تنشره الصحافة الإلكترونية والورقية، وما يكتبه حملة الرأي والمهتمون، وقراءة واستقصاء آراء العامة والتقاطها والاستفادة منها، قد يكون ترتب عليه أخطاء ونواقص تركت أثرها على تعزيز الاصطفاف الوطني ووحدة الصف، وتقوية الجبهة الداخلية الجنوبية وسلامة الأداء وفعاليته. ولذا فإن اللقاء الذي عقده فريق الحوار الوطني الجنوبي مع ممثلي المكونات والأحزاب الموقعة على الميثاق الجنوبي ونتائجه، خطوة في الاتجاه الصحيح.
في ذات السياق، هناك مقالان جديران بالتأمل والاستفادة مما ورد فيهما أو بعضه، لارتباطه بأهمية الرأي العام في الاصطفاف وتقوية الجبهة الداخلية الجنوبية وإصلاح السياسات وتصويب المسار:
الأول:
تداولته منصات التواصل والواتساب للبرفيسور القانون الدولي المغربي توفيق جازوليت بعنوان: “بعد الجمعية العمومية، كيف يربط المجلس الانتقالي الجنوبي بين الواقع الداخلي المزري والعمل الدولي”. جاء في خلاصة مقاله:
هناك ضغوطات تمارس على المجلس الانتقالي الجنوبي، والتحديات جسيمة ومعقدة. وأضاف: التصريحات والخطابات والمقابلات الإعلامية غير كافية لإقناع المجتمع الدولي بعدالة القضية الجنوبية. قبل أن يذهب المجلس الانتقالي ليقنع المجتمع الدولي، عليه تقوية الجبهة الداخلية التي تعتبر بمثابة العمود الفقري لأي تحرك خارجي، ثم ممارسة الحكم المحلي بهدف تحسين الخدمات الأساسية وتأمين الرواتب بشكل منتظم، ولو اقتضى الأمر عبر دعم مانحين.
الانتقالي في حاجة ماسّة إلى تقييم مؤسساته وكشف الخلل مثل التضخم في الهياكل، غياب الكفاءات، وتداخل الصلاحيات، وهو ما يعطل الأداء. إن التقييم المؤسسي ضرورة استراتيجية للانتقالي إذا أراد أن يحافظ على قاعدته الشعبية وإقناع الشركاء الإقليميين والدوليين بقدرته على إدارة الجنوب بشكل فعال.
المجتمع الدولي لا يتجاوب مع الخطابات بل عبر تراكم الأدلة، الملفات القانونية، العلاقات الدبلوماسية، والمصالح المشتركة. لذا يحتاج الانتقالي أن يجعل المصالح المشتركة والدبلوماسية المباشرة في الصدارة، ثم يوظف الإعلام الخارجي والقانون الدولي كأدوات مساندة لإقناع المجتمع الدولي بعدالة قضيته.
المجلس يحتاج إلى فريق يجمع بين الإعلام الحديث، الدبلوماسية، التحليل الاستراتيجي، والإنتاج الإعلامي الاحترافي، مع التركيز على لغة التواصل الدولي (الإنجليزية)، والرسائل المقنعة، والشرعية القانونية لضمان التأثير في المجتمع الدولي.
إذا أهمل الانتقالي الجبهة الداخلية والحكم المحلي، يخسر الثقة الشعبية وثقة الخارج. وإذا جمع بينهما، يصبح قادرًا على تحويل خطاب نيويورك إلى مسار استعادة الدولة.
المقال الثاني: للعميد علي زين بن شنظور، نشرته صحيفة الأيام عدد الأحد 28 سبتمبر الحالي، بعنوان: “دعوة لتأسيس لجنة استشارية جنوبية”.
وجاء في خلاصة مقاله:
الجنوب يمر بمرحلة حساسة تتطلب وضوحاً في الرؤية ووحدة في الموقف، وفي ظل كثرة التحديات والتجاذبات، تبرز الحاجة إلى لجنة استشارية سياسية جنوبية مستقلة، تضم خبراء وكفاءات من مختلف المجالات، لتضع الأولويات، وتوجه البوصلة، وتقدم النصح للقيادة بما يخدم مصلحة الجنوب وشعبه.
قضيتنا الجنوبية العادلة تحتاج خطاباً متزناً يراعي ثوابت الدين الإسلامي والشريعة، ويحافظ على وحدة الصف، ويعزز مشروع التصالح والتسامح. مصالحنا مع الجيران، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات ودول الخليج ومصر، تحتاج إلى الحفاظ على الاحترام المتبادل، وكيفية التوازن بين الجميع في هذه البقعة الجغرافية من الخليج والبحر الأحمر.
ما يمكن أن تقدمه اللجنة: تحديد الأولويات السياسية لكل مرحلة بوضوح، وتقديم استشارات مهنية للقيادة الجنوبية بعيداً عن الضغوط والإملاءات، وتعزيز العلاقة مع دول الجوار والدول الكبرى بشكل يخدم مصالحنا الوطنية، ووضع رؤية واضحة للتعامل مع الشمال خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية، وإشراك خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال لمعالجة قضايا المعيشة والتنمية.
تضم اللجنة شخصيات سياسية وقانونية ودبلوماسية واقتصادية مشهود لها بالكفاءة والاتزان، وتقدم استشاراتها بصورة دورية للقيادة الجنوبية. وجود لجنة استشارية سياسية مهنية يجعل القرار الجنوبي أكثر حكمة، ويمنح مشروعنا الوطني احتراماً داخلياً وخارجياً.