fbpx
من وضاح الى وضاح ..حكاية الدم الردفاني المراق

 

اغتيل وضاح حيمد أمس السبت  برصاص جبان،وبذات الرصاص سبقه في الشهادة قبل أربعة اعوام وضاح البدوي .

      قتل وضاح حيمد وكل ذنبه انه ردفاني وكل ردفاني في نظر القتلة  يستحق الموت  حتى يعلن تخليه عن كبريائه وقبول الخضوع لنواميس القتلة والمجرمين والسير في دروبهم المهينة.  

   وأغتيل وضاح الجنوب البدوي فقط لانه ارتدى علم الجنوب ، وكل جنوبي مشروع قتيل لديهم حتى يتخلى عن جنوبيته ويرضى المهانة والسقوط والركوع للقتلة والفاسدين وناهبي الارض والكرامة.

اثنان من خيرة شباب ردفان سقطا برصاص جبان ،عابث لايقيم للحياة وزنا ولا للانسانية اعتبار، وكل ذلك لم يحرك شعرة في رؤس القتلة المدججين بكل انواع السلاح الذي لا يجرؤون على استخدامه الا في وجوه الابرياء العزل والمسالمين.

وبالمقابل لم يهز سقوط هذان الشهيدان ذرة في جبال ردفان الشامخة التي التي تعودت العطاء السخي من دماء أعز رجالها وشبابها منذ عهد الاستعمار البريطاني حتى اليوم ولعله ليس بغريب على ردفان ان هي قدمت في كل يوم او كل شهر او كل عام شهيد ،فهذا قدرها طالما ارادت ان تكون ام الابطال الاحرار ومصدر الثورات والثوار والشهداء الابرار.

بين وضاح  ووضاح عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين، ممن يحكون قصص صمود ونضال شبان شجعان حالمون بالغد الجميل لأرضهم ، في مقابل ثقافة عفنة همجية  يجسدها القتلة  بتجبرهم وتكبرهم،واستهانتهم بالحياة الانسانية التي كرمها الله وأعلى من شأنها.

ليست المرة الاولى التي يخطىء فيها القتلة الحساب عندما يظنون ان سقوط شهيد او اثنان او الف من خيرة الشباب سيخضع ردفان او يكسر كبرياءها،فقد فعلوها مرارا وتكرارا ولم يجدوا من  ردفان الا مزيدا من رباطة الجأش والصمود والقوة والاستعداد  لكتابة شيك مفتوح من بنوك دماء ابنائها  ثمنا لحريتهم وعزتهم ، وثمنا  لاحتفاظهم بعلامة الجودة في تصدير الرجال والشهداء  الذين يموتون واقفون كالأشجار.

رحم الله شهيد الأمس وضاح حيمد ومن سبقه في الشهادة وضاح البدوي،وجعل الجنة مأواهما مع الشهداء والصديقين والأبرار واللعنة على القتلة والمجرمين.