fbpx
الحل .. البيض يشكل حكومة منفى

رسالة مباشرة ؛ قال أحمد بن بلَّه يرحمه الله [أشعر بأنني قريب جدا من تشي جيفارا ،، ولكن لا يمكننا البقاء في ثورة إلى الأبد] وهذا هو سر خلافنا مع القيادات الفاشلة .. هم يريدون ثورة إلى الأبد يستنزفونا حتى آخر تاير في بناشرنا ، ونحن نريد اقتناص الفرص وحسم الصراع ولو كان الثمن حياتنا .. انتهت الرسالة المباشرة وندخل في موضوع اليوم .

كلما انتقدت الأداء السيئ للقيادة يرد عليا مؤيدو الرئيس البيض [ أنت خائن وعميل مدسوس كأجدادك عملاء بريطانيا ، لو أنت مش خائن قدم حلول ونصائح للقيادات ] وكنت أُجيب بأن الحلول لاتُقال على صفحات الجرائد ، لكن لاحياة لمن تنادي ، وأصبح تعريف الناس بالحقيقة لايتم إلَّا من هذا الباب ، وكما قال أبن تيميه {مالايتم الواجب إلَّا به فهو واجب} .

بالنسبة لأجدادي فالتاريخ كفيل بتشريفهم فقد دافعوا عن البلاد من الدولة الرسولية والدولة الطاهرية والغزو البرتغالي والزيدي ،، فلما جاءت بريطانيا وعجزوا عن طردها ، عقدوا معها المعاهدات ونفعوا البلاد والعباد باعتراف الجميع .. ومحصلة عملهم أنَّهم حافظوا على البلاد حتى قتلهم .. أمَّا من أضاع الجنوب وسلمه للزيدي فغيرهم ومنهم قيادات الحراك اليوم .

أمَّا الحلول فهي بحر واسع ، والقائد الكفوء هو الذي يقتنص أفضلها وأقلها تكلفة .. وقد اخترت في هذا المقال “حكومة المنفى المؤقتة” وهو حل تم تطبيقه في ثورات سابقة وثبت نجاحه .. واخترته على افتراض صحة مايقوله انصار البيض أنَّه – صامد – ثابت – شجاع – مقدام – صادق – مخلص – عنيد – يحب الشعب

كأولاده – يريد تحرير الجنوب كله وليس تيمور الشرقية فقط ………

الهدف من تشكيل حكومة منفى : –

– وضع الوصي الدولي والخليجي المشرف على الحوار اليمني أمام الأمر الواقع

– فتح باب أو مخرج للجنوبيين في السلطة بحسم قوى الاستقلال لخلافاتها

– ارسال أمر استعداد للشعب لحسم الصراع ، يعني التوجه إلى العمل وترك الكلام

– تفجير الطاقة الكامنة الغير مفعَّلة لدى الشعب في بناء وطنهم ومواجهة اعدائه بدلاً من تفجيرها في صراعات داخلية ، يعني كما قال جدي المثنى بن عاطف [لوما وجدت عمل للبنَّاء اهدم له جدار يبنيه] ويعني جدي بكلامه “بلاش تقتلوا بعضكم بعض ياهمل من أجل كرسي منصة ، وإذا لم يكن من القتال بد فشوفوا لنا خصم نقاتله كلنا .

التمويل : بدون رواتب يعني بالمبادرة وبعدها نستطيع خلق التمويل الذاتي

الطريقة : على مراحل تبدأ بتشكيل حكومة توافقية – ثم انتخاب قيادات المديريات – وهم يختارون المحافظين – ……. وتفاصيل كثيرة لايتسع لها مقال

نسبة النجاح إلى الفشل : ٣ : ١ بشرط أن تكون خلافات القيادات اليوم غير حقيقية وغير متجذرة .. أمَّا إذا كانت حقيقية فيصبح نجاح الحكومة موكول إلى وجود قائد حقيقي مثل الفندم ديقول ، وليس قائد بضربة حض كالبيض جاء على غفلة من الزمن .. فإذا لم يوجد القائد المبادر الكفوء فنسبة النجاح إلى الفشل تصبح  ١ : ١٠٠٠

حكومات شبيه : –

الأولى : حكومة الجنرال ديقول (حكومة فرنسا الحرَّة) في ١٩٤٣ .. والثانية : الجزائريون شكلوا ثلاث حكومات منفى في الفترة بين ١٩٥٨ – ١٩٦٢ , ومن ضمن وزراء الحكومات الثلاث هناك أربعة وزراء تم توزيرهم وهم في المعتقل منذ ١٩٥٦ .. مقارنة سريعة بين الوضع الجنوبي من طرف والوضع الفرنسي والجزائري من طرف آخر من حيث – قائد الثورة – الأرض – الشعب – الدعم الدولي – الخصم ،، كالتالي : –

(١). قائد الثورة :-

في فرنسا القائد “ديقول” الذي كان قائد سرية في ١٩٣٩ برتبة عقيد ،، ونظير بطولاته تم ترقيته إلى جنرال ترقية استثنائية وتم تعيينه قائد فرقة .. وفي الجزائر القائد “ثوَّار” وجميعهم كانوا شباب ثائر ولم يكونوا مسئولين في جهاز الدولة .. أمَّا في الجنوب فمعنا قطيع من الرؤساء والوزراء وكامل جهاز الدولة يتقدمهم الرئيس البيض ..

(٢). الأرض :-

حكومة فرنسا تم تشكيلها في المنفى -بريطانيا- فلم يكن هناك أرض فرنسية محرَّرة لإعلان حكومة عليها .. وفي الجزائر كذلك في المنفى -القاهرة- لا توجد أرض جزائرية محرَّرة لإعلان حكومة عليها .. أمَّا في الجنوب فتوجد أرض شاسعة تخلَّى عنها نظام صنعاء وسحب كل أجهزة الدولة منها ، ومساحتها تعادل مساحة أربع دول عربية ، ويستطيع الجنوبيون حمايتها ..

(٣). الشعب :-

في فرنسا : ربع الشعب أيَّد حكومة الفندم ديقول وثلاثة أرباعه أيَّد حكومة المارشال بيتان الموالية لألمانيا ضد العدو التاريخي بريطانيا .. وفي الجزائر وقف مع الاستعمار الفرنسي قرابة ٢ مليون من ٩ ملايين .. أمَّا في الجنوب فتأييد شعبي كامل للاستقلال .

(٤). الدعم الدولي :-

في فرنسا : اشترط ديقول على تشرشل أن يسجل كل الأموال التي تأخذها حكومته باعتبارها دين على فرنسا .. وفي الحزائر : دعم عربي بقيادة مصر .. وفي الجنوب : المغتربون الجنوبيون قادرون ومستعدون على تمويل أي قيادة جنوبية مخلصة كما دعموا الحراك منذ انطلاقه ,, بل ودعموا قيادات فاشلة أصبح بعضهم من رجال/سيدات أعمال .

(٥). الخصم :-

كان خصم ديقول في فرنسا هو المارشال بيتان بطل فرنسا الاسطوري رئيس حكومة فيشي والمسيطر على الأرض .. وفي الجزائر “الحركيون” وهم تشكيل جزائري أسسته فرنسا ودعمته حتى أصبح من حيث التسليح أقوى من الثوَّار .. أمَّا في الجنوب : فنستطيع القول لايوجد أحد ،، فالرئيس هادي اختاره الوصي الدولي لحل مشكلة الصراع بين قطبي سلطة صنعاء وليس لمواجهة الحراك الجنوبي ،، وقد قال قائل “اتفقوا وسأكون جندي بأيديكم” .

انتهت المقارنة ويستطيع القارئ أن يعرف أن عوامل النجاح في الجنوب أفضل من فرنسا والجزائر بكثير .. إذاً لماذا لايقدم البيض وباعوم على تشكيل حكومة جنوبية على افتراض أنهما أصحاب الشعبية المطلقة في الشارع الجنوبي؟؟ مع العلم أن مشروع حكومة المنفى تم تقديمه للبيض أكثر من مرَّه بتفاصيل دقيقة جداً ورفضها ،، وقد كتب فيها الكثير من الكتاب ولم يسمع !!! مع يقيني الذي لايساوره شك ؛ أنَّ البيض لو اعلن حكومة منفى بتشكيلة حكومته التي اعلنها في ٢١ مايو ١٩٩٤ فالشعب الجنوبي سيقبلها بأغلبية ساحقة .

وهنا يتبادر على عقل المراقب سؤال آخر مهم جداً وهو : – إذا أقدم قيادي يمتلك الإرادة والقدرة والكفاءة على اعلان حكومة منفى وجعل رئاسة الدولة مجلس رئاسي والبيض وباعوم عضوين عاديين فيه ، فهل سيقبل البيض وفادي باعوم هذا الوضع أم لا؟؟

وفي الختام نقول : أيُّها الشعب حرك عقلك واعطي عواطفك إجازة لأنها تدفعك خلف قيادات افتراضية ،، تقودك في طريق الوهم الثوري .. فعقلك هو الوحيد القادر على تحريرك من الابتزاز النضالي والوهم الثوري ومزايدة المزايدين .. فإذا لم تحرر عقلك فلن تتحرر أرضك <<فالحرية صنعت خصيصاً للشعوب الحرَّة>>.