fbpx
مليونية رفض الأقلمة مكْلَمَة أو ملحمة…؟

هكذا اقتضت مشيئة الله ؛ أن تكون بلادنا منتصف الأرض . . . مفترق الطرق . . . بحران -الأحمر والعربي- ومحيط  -الهندي-  وخليج عدن ؛ على بعد كم كيلو من شواطئنا  تمر طاقة العالم -النفط- ، والتجارة  وكابلات -الاتصالات والانترنت- الألياف  بين الشرق والغرب  . هكذا أراد الله .

وهذا الموقع يجعل كل دول العالم معنية بما يحدث في بلادنا . بل أصحاب قرار بالأحداث . . . سمحنا لهم أو لم نسمح . . . هذا هو الواقع .

فكيف نتعامل مع هذا الواقع…..؟ هل نستسلم…..؟ لا ، لا يمكن أن نستسلم

هل نستطيع منع تدخلهم ….؟ لا ، لانستطيع

هل نستطيع التأثير في قراراتهم …..؟ نعم نستطيع

كيف …؟ بالعقل وليس بالعاطفة

 

فالعاطفة يقتصر عملها على الشعارات …. والمسيرات ….. البيانات ….. الخطابات .  مجرد كلام  ؛ تأثيره مقصور على من يسمعه  ؛ ومضيعة للوقت والمال والجهد…! ومن ينهج هذا النهج لا يستحق أن يسمى “قائد” لأنَّه يكذب والرائد لا يكذب قومه .

والعقل يبدأ تأثيره بفهم قواعد الصراع السياسي في العصر الحديث ؛  والتي منها وجوب مجارات قرارات الدول العظمى والأمم المتحدة ، ثم يعمل على التأثير في تلك القرارات ؛ من خلال توضيح حقائق الواقع التي نعرفها ولا يعرفونها .

وكلما كان التوضيح دقيق ومؤثر كلما كانت الحلول أقرب لهدف الشعب الجنوبي . فالأمم المتحدة لا تملك حلول جاهزة ، فهي تستنبط الحلول من معطيات الواقع ؛ ودول القرار تدفع بالحلول التي تتوافق مع مصالحها ؛ تقول أنديرا غاندي [الأمم المتحدة ليست مكاناً لحل المشاكل ،، لكنها مكان يمكن افراغ المشاكل من شحناتها المتفجرة] وأنا أوافقها الرأي .

وبالتوازي مع العمل السياسي يستمر العمل الشعبي ؛ بتطوير وسائل الثورة السلمية -الحراك- فالثورة كالتفاعل الكيميائي لايتوقف أحياناً ويشتعل أحياناً أخرى ؛ يظل في تصاعد . والأهم أن يبقى -التفاعل- تحت سيطرة العقل بعيداً عن تأثير العاطفة حتى لايفقد تأثيره المحسوب….؟

بعد ساعات يحشد الجنوبيون مليونية رفض الأقلمة …..

هل ستكون مليونية كسابقاتها…..؟ إذا كانت كسابقاتها فلا فائدة منها ؛ لأنَّها في رأيي مجرد مكلمة -حشد للكلام الكثير- لايسمعه مجلس الأمن ؛ قد يكون السبب انعدام الإرسال في ساحة العروض….؟

إذاً ماهو الحل…؟

الحل ملحمة ؛ وقد لاتحتاج إلى مليون ؛ يكفي ثلاثون  ألفاً يصرخون صرخة موحدة  في مكان -فيه إرسال قوي- مسموع ومنظور للعالم .

قد يغضب البعض من قولي : أن تأثير صرخة ثلاثين ألف أكثر من -مكلمة- خطابات وقصائد المليون….! لاتغضبوا فهذا رأيي ولكم آرائكم .

إنَّ تأثير طائرة قاذفة في الحروب أكثر من تأثير لواء دبابات  ؛ لكنَّ القاذفة  تحتاج إلى مدرج طيران بينما الدبابات تكفيها حفر تحفرها بنفسها…..! كذلك الثلاثون ألفاً يحتاجون إلى مدرج طيران كي يتحقق تأثيرهم وتُسمع صرختهم ، بينما المليون يكفيهم حفرة بين المنازل .

ونعود إلى دول القرار ؛ فقد كان تدخلهم -المبادرة الخليجية- في الأزمة اليمنية ترياق النجاة لليمن من حرب أهلية طاحنة لا تُبقي ولا تذر ؛ ولم يكتفوا بذلك ؛ بل دعموا الخزانة اليمنية ؛ وحافظوا على الدولة اليمنية من الانهيار .

صحيح أنَّهم تجاهلوا القضية الجنوبية في المبادرة ، لكنَّهم تداركوا الأمر بالأسلوب الذي أرضاهم ولم يرضي الجنوبيين . ورغم ذلك نشكرهم على أمل أن تصبح القضية الجنوبية أساسية في تدخلهم القادم بعد أن يفشل تنفيذ مخرجات الحوار بفعل مؤامرات أقطاب -يمن مطلع- سلطة صنعاء .

ولا أخفي على القارئ توقعي تبنيهم القضية الجنوبية بالطريقة التي تعجب الجنوبيون قريباً ؛ ولو كان ذلك من قبيل التهديد لأقطاب الصراع في صنعاء ؛ للدفع بهم نحو الصدق والتوقف عن مؤامراتهم ولن تتوقف مؤامراتهم.

فإذا لم تعترف دول القرار بحق الجنوب في تقرير مصيره…….؟

لايهم . . .

يقول باني الصين رئيس الوزراء شوان لاي [لايهم أن ينكر الآخرون وجودنا لأن التجربة سوف تعلمهم ، سوف يأتي يوم -مهما طال الوقت- يجيئون فيه إلينا معترفين بوجودنا  . مع العلم بأن وجود أي قوة لايتوقف على اعتراف الاخرين بها ، وإنما يتوقف على اليقين الذي تجده داخل نفسها]

إذاً علينا التوقف عن الكلام . . . والتوجه نحو العمل .

وكما قال رئيس وزراء بريطانيا انتوني ايدن للرئيس شوان لاي [لم يكن لديهم أي شي من السلاح ليدافعوا عن بريطانيا وأنهم جمعوا بقايا السلاح القديم ليقفوا به على الشاطئ  ، ولو أن هترل  ارسل فرقتين من فرق المظلات كانت بريطانيا تستسلم]

اتمنى أن تصل الرسالة ، وادعوا الله أن يحفظ الشعب ويوفقه في مليونية الغد .