مقالات للكاتب
هكذا اقتضت مشيئة الله ؛ أن تكون بلادنا منتصف الأرض . . . مفترق الطرق . . . بحران -الأحمر والعربي- ومحيط -الهندي- وخليج عدن ؛ على بعد كم كيلو من شواطئنا تمر طاقة العالم -النفط- ، والتجارة وكابلات -الاتصالات والانترنت- الألياف بين الشرق والغرب . هكذا أراد الله .
وهذا الموقع يجعل كل دول العالم معنية بما يحدث في بلادنا . بل أصحاب قرار بالأحداث . . . سمحنا لهم أو لم نسمح . . . هذا هو الواقع .
فكيف نتعامل مع هذا الواقع…..؟ هل نستسلم…..؟ لا ، لا يمكن أن نستسلم
هل نستطيع منع تدخلهم ….؟ لا ، لانستطيع
هل نستطيع التأثير في قراراتهم …..؟ نعم نستطيع
كيف …؟ بالعقل وليس بالعاطفة
فالعاطفة يقتصر عملها على الشعارات …. والمسيرات ….. البيانات ….. الخطابات . مجرد كلام ؛ تأثيره مقصور على من يسمعه ؛ ومضيعة للوقت والمال والجهد…! ومن ينهج هذا النهج لا يستحق أن يسمى “قائد” لأنَّه يكذب والرائد لا يكذب قومه .
والعقل يبدأ تأثيره بفهم قواعد الصراع السياسي في العصر الحديث ؛ والتي منها وجوب مجارات قرارات الدول العظمى والأمم المتحدة ، ثم يعمل على التأثير في تلك القرارات ؛ من خلال توضيح حقائق الواقع التي نعرفها ولا يعرفونها .
وكلما كان التوضيح دقيق ومؤثر كلما كانت الحلول أقرب لهدف الشعب الجنوبي . فالأمم المتحدة لا تملك حلول جاهزة ، فهي تستنبط الحلول من معطيات الواقع ؛ ودول القرار تدفع بالحلول التي تتوافق مع مصالحها ؛ تقول أنديرا غاندي [الأمم المتحدة ليست مكاناً لحل المشاكل ،، لكنها مكان يمكن افراغ المشاكل من شحناتها المتفجرة] وأنا أوافقها الرأي .
وبالتوازي مع العمل السياسي يستمر العمل الشعبي ؛ بتطوير وسائل الثورة السلمية -الحراك- فالثورة كالتفاعل الكيميائي لايتوقف أحياناً ويشتعل أحياناً أخرى ؛ يظل في تصاعد . والأهم أن يبقى -التفاعل- تحت سيطرة العقل بعيداً عن تأثير العاطفة حتى لايفقد تأثيره المحسوب….؟
بعد ساعات يحشد الجنوبيون مليونية رفض الأقلمة …..
هل ستكون مليونية كسابقاتها…..؟ إذا كانت كسابقاتها فلا فائدة منها ؛ لأنَّها في رأيي مجرد مكلمة -حشد للكلام الكثير- لايسمعه مجلس الأمن ؛ قد يكون السبب انعدام الإرسال في ساحة العروض….؟
إذاً ماهو الحل…؟
الحل ملحمة ؛ وقد لاتحتاج إلى مليون ؛ يكفي ثلاثون ألفاً يصرخون صرخة موحدة في مكان -فيه إرسال قوي- مسموع ومنظور للعالم .
قد يغضب البعض من قولي : أن تأثير صرخة ثلاثين ألف أكثر من -مكلمة- خطابات وقصائد المليون….! لاتغضبوا فهذا رأيي ولكم آرائكم .
إنَّ تأثير طائرة قاذفة في الحروب أكثر من تأثير لواء دبابات ؛ لكنَّ القاذفة تحتاج إلى مدرج طيران بينما الدبابات تكفيها حفر تحفرها بنفسها…..! كذلك الثلاثون ألفاً يحتاجون إلى مدرج طيران كي يتحقق تأثيرهم وتُسمع صرختهم ، بينما المليون يكفيهم حفرة بين المنازل .
ونعود إلى دول القرار ؛ فقد كان تدخلهم -المبادرة الخليجية- في الأزمة اليمنية ترياق النجاة لليمن من حرب أهلية طاحنة لا تُبقي ولا تذر ؛ ولم يكتفوا بذلك ؛ بل دعموا الخزانة اليمنية ؛ وحافظوا على الدولة اليمنية من الانهيار .
صحيح أنَّهم تجاهلوا القضية الجنوبية في المبادرة ، لكنَّهم تداركوا الأمر بالأسلوب الذي أرضاهم ولم يرضي الجنوبيين . ورغم ذلك نشكرهم على أمل أن تصبح القضية الجنوبية أساسية في تدخلهم القادم بعد أن يفشل تنفيذ مخرجات الحوار بفعل مؤامرات أقطاب -يمن مطلع- سلطة صنعاء .
ولا أخفي على القارئ توقعي تبنيهم القضية الجنوبية بالطريقة التي تعجب الجنوبيون قريباً ؛ ولو كان ذلك من قبيل التهديد لأقطاب الصراع في صنعاء ؛ للدفع بهم نحو الصدق والتوقف عن مؤامراتهم ولن تتوقف مؤامراتهم.
فإذا لم تعترف دول القرار بحق الجنوب في تقرير مصيره…….؟
لايهم . . .
يقول باني الصين رئيس الوزراء شوان لاي [لايهم أن ينكر الآخرون وجودنا لأن التجربة سوف تعلمهم ، سوف يأتي يوم -مهما طال الوقت- يجيئون فيه إلينا معترفين بوجودنا . مع العلم بأن وجود أي قوة لايتوقف على اعتراف الاخرين بها ، وإنما يتوقف على اليقين الذي تجده داخل نفسها]
إذاً علينا التوقف عن الكلام . . . والتوجه نحو العمل .
وكما قال رئيس وزراء بريطانيا انتوني ايدن للرئيس شوان لاي [لم يكن لديهم أي شي من السلاح ليدافعوا عن بريطانيا وأنهم جمعوا بقايا السلاح القديم ليقفوا به على الشاطئ ، ولو أن هترل ارسل فرقتين من فرق المظلات كانت بريطانيا تستسلم]
اتمنى أن تصل الرسالة ، وادعوا الله أن يحفظ الشعب ويوفقه في مليونية الغد .